كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



فإن قيل الشيطان لم ينزع عنهما اللباس.
قيل: لكنه تسبب فنسب الإخراج والنزع إليه {هو وقبيله} هو توكيد لضمير الفاعل ليحسن العطف عليه.
قوله تعالى: {وأقيموا} في تقدير الكلام وجهان: أحدهما هو معطوف على موضع القسط على المعنى: أي أمر ربى فقال اقسطوا وأقيموا، والثانى في الكلام حذف تقديره: فأقبلوا وأقيموا، و{الدين} منصوب بمخلصين، ولايجوز هنا فتح اللام في مخلصين لأن ذكر المفعول يمنع من أن لا يسمى الفاعل {كما} الكاف نعت لمصدر محذوف: أي {تعودون} عودا كبدئكم {فريقا هدى} فيه وجهان: أحدهما هو منصوب بهدى {وفريقا} الثاني منصوب بفعل محذوف تقديره: وأضل فريقا، ومابعده تفسير للمحذوف، والكلام كله حال من الضمير في تعودون، وقد مع الفعل مرادة تقديره: تعودون قد هدى فريقا وأضل فريقا.
والوجه الثاني أن فريقا في الموضعين حال وهدى وصف للأول، و{حق عليهم} وصف للثاني، والتقدير: تعودون فريقين، وقرأ به أبى، ولم تلحق تاء التأنيث لحق للفصل، أو لأن التأنيث غير حقيقي.
قوله تعالى: {عند كل مسجد} ظرف لخذوا، وليس بحال للزينة لأن أحدها يكون قبل ذلك، وفى الكلام حذف تقديره: عند قصد كل مسجد.
قوله تعالى: {قل هي} هي مبتدأ، وفى الخبر ستة أوجه: أحدها {خالصة} على قراءة من رفع، فعلى هذا تكون اللام متعلقة بخالصة: أي هي خالصة لمن آمن في الدنيا، و{يوم القيامة} ظرف لخالصة، ولم يمتنع تعلق الظرفين بها لأن اللام للتبيين، والثانى ظرف محض، وفى متعلقة بآمنوا، والثانى أن يكون الخبر للذين، وخالصة خبر ثان، وفى متعلقة بآمنوا، والثالث أن يكون الخبر للذين، وفى الحياة الدنيا معمول الظرف الذي هو اللام: أي يستقر للذين آمنوا في الحياة الدنيا وخالصة خبر ثان، والرابع أن يكون الخبر في الحياة الدنيا، وللذين متعلقة بخالصة، والخامس أن تكون اللام حالا من الظرف الذي بعدها على قول الأخفش، والسادس أن تكون خالصة نصبا على الحال على قراءة من نصب، والعامل فيها للذين، أو في الحياة الدنيا إذا جعلته خبرا، أو حالا، والتقدير: هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا في حال خلوصها له يوم القيامة: أي إن الزينة يشاركون فيها في الدنيا وتخلص لهم في الآخرة، ولايجوز أن تعمل في خالصة زينة الله لأنه قد وصفها بقوله التى، والمصدر إذا وصف لا يعمل، ولاقوله أخرج لأجل الفصل الذي بينهما وهو قوله قل، وأجاز أبو علي أن يعمل فيها حرم وهو بعيد لأجل الفصل أيضا {كذلك نفصل} قد ذكرنا إعراب نظيره في البقرة والأنعام.
قوله تعالى: {ما ظهر منها وما بطن} بدلان من الفواحش و{بغير الحق} متعلق بالبغى، وقيل هو من الضمير الذي في المصدر إذ التقدير: وإن تبغوا بغير الحق، وعند هؤلاء يكون في المصدر ضمير.
قوله تعالى: {جاء أجلهم} هو مفرد في موضع الجمع، وقرأ ابن سيرين آجالهم على الأصل لأن لكل واحد منهم أجلا.
قوله تعالى: {يقصون عليكم} يجوز أن يكون في موضع رفع صفة لرسل، وأن يكون حالا من رسل أو من الضمير في الظرف.
قوله تعالى: {من الكتاب} حال من نصيبهم.
قوله تعالى: {من قبلكم} يجوز أن يكون ظرفا لخلت، وأن يكون صفة لأمم، و{من الجن} حال من الضمير في خلت، أو صفة أخرى لأمم {في النار} متعلق بادخلوا، ويجوز أن يكون صفة لأمم أو ظرفا لخلت {اداركوا} يقرأ بتشديد الدال وألف بعدها، وأصلها تداركوا فأبدلت التاء دالا وأسكنت ليصح إدغامها.
ثم أجلبت لها همزة الوصل ليصح النطق بالساكن، ويقرأ كذلك إلا أنه بغير ألف بعد الدال، ووزنه على هذا افتعلوا، فالتاء هنا بعد الدال مثل اقتتلوا، وقرئ في الشاذ {تداركوا} على الأصل: أي أدرك بعضهم بعضا، وقرئ {إذا إداركوا} بقطع الهمزة عما قبلها وكسرها على نية الوقف على ما قبلها والابتداء بها، وقرئ {إذا داركوا} بألف واحدة ساكنة والدال بعدها مشددة، وهو جمع بين ساكنين، وجاز ذلك لما كان الثاني مدغما كما قالوا دابة وشابة، وجاز في المنفصل كما جاز في المتصل، وقد قال بعضهم اثنا عشر بإثبات الألف وسكون العين، وستري في موضعه إن شاء الله تعالى، و{جميعا} حال {ضعفا} صفة لعذاب، وهو بمعنى مضعف أو مضاعف، و{من النار} صفة أخرى، ويجوز أن يكون حالا.
قوله تعالى: {لكل ضعف} أي لكل عذاب ضعف من النار، فحذف لدلالة الأول عليه، {ولكن لا تعلمون} بالتاء على الخطاب، وبالياء على الغيبة.
قوله تعالى: {لا تفتح} يقرأ بالتاء، ويجوز في التاء الثانية التخفيف والتشديد التكثير، ويقرأ بالياء لأن تأنيث الأبواب غير حقيقي، وللفصل أيضا {الجمل} يقرأ بفتح الجيم وهو الجمل المعروف، ويقرأ في الشاذ بسكون الميم، والأحسن أن يكون لغة لأن تخفيف المفتوح ضعيف، ويقرأ بضم الجيم وفتح الميم وتشديدها، وهو الحبل الغليظ، وهو جمع مثل صوم وقوم، ويقرأ بضم الجيم والميم مع التخفيف وهو جمع مثل أسد وأسد، ويقرأ كذلك إلا أن الميم ساكنة وذلك على تخفيف المضموم {سم الخياط} بفتح السين وضمها لغتان {وكذلك} في موضع نصب {نجزى} على أنه وصف لمصدر محذوف.
قوله تعالى: {غواش} هو جمع غاشية، وفى التنوين هنا ثلاثة أوجه: أحدها أنه تنوين الصرف، وذلك أنهم حذفوا الياء من غواشي فنقص بناؤها عن بناء مساجد وصارت مثل سلام، فلذلك صرفت.
والثانى أنه عوض من الياء المحذوفة.
والثالث أنه عوض من حركة الياء المستحقة، ولما حذفت الحركة وعوض عنها التنوين حذفت الياء لالتقاء الساكنين.
وفى هذه المسألة كلام طويل يضيق هذا الكتاب عنه.
قوله تعالى: {والذين آمنوا} مبتدأ، وفى الخبر وجهان: أحدهما {لا نكلف نفسا إلا وسعها} والتقدير: منهم، فحذف العائد كما حذف في قوله: {ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور} والثانى أن الخبر {أولئك أصحاب الجنة} ولا مكلف معترض بينهما.
قوله تعالى: {من غل} هو حال من ما {تجرى من تحتهم} الجملة في موضع الحال من الضمير المجرور بالإضافة، والعامل فيها معنى الإضافة.
قوله تعالى: {هدانا لهذا} قد ذكرناه في الفاتحة {وما كنا} الواو للحال، ويجوز أن تكون مستأنفة، ويقرأ بحذف الواو على الاستئناف، و{لنهتدي} قد ذكرنا إعراب مثله في قوله تعالى: {ما كان الله ليذر المؤمنين} {أن هدانا} هما في تأويل المصدر، وموضعه رفع بالابتداء لأن الاسم الواقع بعد لولا هذه كذلك وجواب لولا محذوف دل عليه ما قبله تقديره: لولا أن هدانا الله ماكنا لنهتدي.
وبهذا حسنت القراءة بحذف الواو {أن تلكم} في أن وجهان: أحدهما هي بمعنى أي ولا موضع لها، وهى تفسير للنداء.
والثانى أنها مخففة من الثقيلة واسمها محذوف والجملة بعدها خبرها: أي ونودوا أنه تلكم الجنة، والهاء ضمير الشأن، وموضع الكلام كله نصب بنودوا، وجر على تقديره بأنه {أورثتموها} يقرأ بالإظهار على الأصل، وبالإدغام لمشاركة التاء في الهمس وقربها منها في المخرج وموضع الجملة نصب على الحال من الجنة، والعامل فيها ما في تلك من معنى الإشارة، ولا يجوز أن يكون حالا من تلك لوجهين: أحدهما أنه فصل بينهما بالخبر.
والثانى أن تلك مبتدأ والابتداء لا يعمل في الحال، ويجوز أن تكون الجنة نعتا لتلكم أو بدلا، وأورثتموها الخبر، ولايجوز أن تكون الجملة حالا من الكاف والميم، لأن الكاف حرف للخطاب، وصاحب الحال لا يكون حرفا، ولأن الحال تكون بعد تمام الكلام، والكلام لا يتم بتلكم.
قوله تعالى: {أن قد وجدنا} أن يجوز أن تكون بمعنى أي، وأن تكون مخففة {حقا} يجوز أن تكون حالا، وأن تكون مفعولا ثانيا، ويكون وجدنا بمعنى علمنا {ما وعد ربكم} حذف المفعول من وعد الثانية، فيجوز أن يكون التقدير: وعدكم، وحذفه لدلالة الأول عليه، ويجوز أن يكون التقدير: ما وعد الفريقين، يعنى نعيمنا وعذابكم، ويجوز أن يكون التقدير: ما وعدنا، ويقوى ذلك أن ما عليه أصحاب النار شر، والمستعمل فيه أوعد، ووعد يستعمل في الخير أكثر {نعم} حرف يجاب به عن الاستفهام في إثبات المستفهم عنه، ونونها وعينها مفتوحتان، ويقرأ بكسر العين وهى لغة، ويجوز كسرهما جميعا على الإتباع {بينهم} يجوز أن يكون ظرفا لأذن، وأن يكون صفة لمؤذن {أن لعنة الله} يقرأ بفتح الهمزة وتخفيف النون وهى مخففة: أي بأنه لعنة الله، ويجوز أن تكون بمعنى أي، لأن الأذان قول، ويقرأ بتشديد النون ونصب اللعنة وهو ظاهر، وقرئ في الشاذ بكسر الهمزة: أي فقال أن لعنة الله.
قوله تعالى: {الذين يصدون} يجوز أن يكون جرا ونصبا ورفعا.
قوله تعالى: {ونادوا} الضمير يعود على رجال {أن سلام} أي أنه سلام، ويجوز أن تكون بمعنى أي {لم يدخلوها} أي لم يدخل أصحاب الجنة الجنة بعد {وهم يطمعون} في دخولها: أي نادوهم في هذه الحال، ولا موضع لقوله: {وهم يطمعون} على هذا، وقيل المعنى: إنهم نادوهم بعد أن دخلوا، ولكنهم دخلوها وهم لا يطمعون فيها، فتكون الجملة على هذا حالا.
قوله تعالى: {تلقاء} هو في الأصل مصدر، وليس في المصادر تفعال بكسر التاء إلا تلقاء وتبيان، وإنما يجئ ذلك في الأسماء نحو التمثال والتمساح والتقصار، وانتصاب تلقاء هاهنا على الظرف: أي ناحية أصحاب النار.
قوله تعالى: {ما أغنى} ويجوز أن تكون ما نافية، وأن تكون استفهاما.
قوله تعالى: {لا ينالهم} تقديره: أقسمتم عليه بأن لا ينالهم، فلا ينالهم هو المحلوف عيه {ادخلوا} تقديره: فالتفتوا إلى أصحاب الجنة فقالوا ادخلوا، ويقرأ في الشاذ {وادخلوا} على الاستئناف، وذلك يقال بعد دخولهم {لا خوف عليكم} إذا قرئ {ادخلوا} على الأمر كانت الجملة حالا: أي ادخلوا آمنين، وإذا قرئ على الخبر كان رجوعا من الغيبة إلى الخطاب.
قوله تعالى: {أن أفيضوا} يجوز أن تكون أن مصدرية وتفسيرية، و{من الماء} تقديره شيئا من الماء {أو مما} قيل أو بمعنى الواو، واحتج لذلك بقوله: {حرمهما} وقيل هي على بابها، وحرمهما على المعنى فيكون فيه حذف: أي كلا منهما أو كليهما.
قوله تعالى: {الذين اتخذوا دينهم} يجوز أن يكون جرا ونصبا، ورفعا و{لهوا} مفعول ثان، والتفسير ملهوا به وملعوبا به، ويجوز أن يكون صيروا عادتهم، لأن الدين قد جاء بمعنى العادة.
قوله تعالى: {على علم} يجوز أن يكون فصلناه مشتملا على علم، فيكون حالا من الهاء، ويجوز أن يكون حالا من الفاعل: أي فصلناه عالمين: أي على علم منا {هدى ورحمة} حالان: أي ذا هدى وذا رحمة، وقرئ بالرفع على أنه خبر مبتدإ محذوف.
قوله تعالى: {يوم يأتي} هو ظرف ل {يقول}، {فيشفعوا لنا} هو منصوب على جواب الاستفهام {أو نرد} المشهور الرفع، وهو معطوف على موضع من شفعاء تقديره: أو هل نرد {فنعمل} على جواب الاستفهام أيضا، ويقرأ برفعهما: أي فهل نعمل، وهو داخل في الاستفهام، ويقرآن بالنصب على جواب الاستفهام.
قوله تعالى: {يغشى الليل} في موضعه وجهان: أحدهما هو حال من الضمير في خلق، وخبر إن على هذا {الله الذي خلق}.
والثانى أنه مستأنف ويغشى بالتخفيف وضم الياء، وهو من أغشى ويتعدى إلى مفعولين: أي يغشى الله الليل النهار، ويقرأ {يغشى} بالتشديد، والمعنى واحد، ويقرأ {يغشى} بفتح الياء والتخفيف، والليل فاعله {يطلبه} حال من الليل أو من النهار، و{حثيثا} حال من الليل لأنه الفاعل، ويجوز أن يكون من النهار فيكون التقدير: يطلب الليل النهار محثوثا، وأن يكون صفة لمصدر محذوف: أي طلبا حثيثا {والشمس} يقرأ بالنصب، والتقدير وخلق الشمس، ومن رفع استأنف.